أخويا ضربني عشان يبعدني عن حبيبي



أنا بنت زي أي بنت، حلمت في يوم بِحُب أعيش معاه أجمل أيام حياتي، ودوّرت كتير ووقعت كتير، ولكني مش استسلمت وقمت وكملت عشان أدور على حلمي، لحد ما لقيته أو يمكن يكون متهيأ لي إني لقيته، مش عارفة، بس اللي أعرفه إني عايشة حلمي دلوقتي بكل أفراحه وأحزانه ومشاكله وهمومه ومستحملة.

ولكن دائما تأتي الريح بما لا تشتهي السفن، حصلت لي مشكلة من بضعة أشهر في البيت بسبب أهلي، لأنهم عرفوا بعلاقتي بحبيبي، وكبرت المشكلة وأبعدوني عن الحياة كلها لمدة 3 شهور، واستحملت واستحمل حبيبي معايا وصبر، وظل معي لا يفارقني، عندما حصلت هذه المشكلة كذبت على أهلي وقلت لهم إني لم أعد أكلمه مرة تانية، وفعلا حصل ده، بس لمدة شهر واحد بس.

بعدت عنه قلت عشان المشكلة مش تكبر، بعدنا ولكننا في مرة اتكلمنا، وسألته إذا كان ما زال يريدني ويزال يحبني، فأخبرني أنه يتعذب في بعدي ولا يستطيع أن يعيش، وعندها أخبرت أخي بهذه المحادثة البسيطة، ولكنه انهال عليّ بشتائم وزعيق ونرفزة وعصبية، وخفت ولم أعد أفتح معه الموضوع ثانية.

ورجعت لحبيبي من وراء أهلي خوفا من أن يقسوا عليّ أو تحصل مشكلة ثانية وتكبر، لغاية يوم كنت أتكلم مع حبيبي أثناء نوم أهلي واستيقظ أخي من نومه وأخد التليفون وكلم حبيبي وقال له أنا مش عايزك تعرف أختي تاني أحسن هتزعل مني زعل وحش أوي.. وهذا تهديد لم يقبله حبيبي لأنه راجل أوي وكرامته بتوجعه من أقل حاجة.

أعلم جيدا أن أخي يخاف عليّ، وعشان أنا أتحاشى المشكلة حكيت لصديق العيلة المقرب وصديق أخي، وهو كبير يسمع أخي كلامه عشان يعني لو حصلت مشكلة يبقى ليّ ضهر، بس لما حصل كده لاقيت هذا الصديق يتخلى عني ويقول لي أنت مخطئة لأنك ماقولتيش لأخوكي من الأول.

خايفة الآن من أن أترك حلمي، أريد أن يشعر بي أخي، أريد أن يعطينا فرصة تانية نقدر نعيش بيها في النور، نقدر نحلم وإحنا مش خايفين، وعندما تحدثت مع حبيبي في نفس يوم المشكلة لأطمئن عليه سمعني أخي تاني وضربني هذه المرة.

أعلم أن كل هذا من خوفه عليّ، ولكن أختي أيضا تحب ومرتبطة وأخي يعلم ولا تحدث أي مشاكل بهذا الشكل، كل هم أخي إنه يكون عارف وأنا خفت أقول له.

بجد أنا ماعنديش ثقة في نفسي، ثقتي معدومة عندما أريد أن أتحدث وأتكلم مع أخي تقف الكلمات عاجزة عن الخروج، أجد نفسي أبكي لفشلي في الكلام وأسكت وتحدث مصائب بسبب سكوتي، ولكني بجد خائفة ولا أعرف كيف سأسترد ثقتي بنفسي، لا أعلم، مشكلتي الآن أني أريد فرصة أعيش أنا وحبيبي في النور.

أريد أن أتحدث مع أخي ولكنه لا يسمعني الآن، وأنا لا أريد أن أحرج نفسي معه مرة أخرى، ماذا أفعل وكيف سأرد لحبيبي كرامته وقد جرحتها آلاف المرات، آسفة للإطالة ولكني فعلا أريد حلا، يا ريت تساعدوني بحل كما تعودت منكم، وأعتذر مرة أخرى لإطالتي عليكم.



لا حرج ولا أسف بين الأصدقاء، فنحن على أتم استعداد للاستماع إليكِ عزيزتي، وأتفهم مشاعرك الرقيقة "الخام"، واعلمي أن أجود وأثمن أنواع المعادن والأحجار الكريمة هي "الخام" التي لم يشوبها شائبة ولم تخالطها أي معادن أخرى.

عزيزتي.. هل تعرفين الفارق بين الذهب عيار 24 و21 و18، الفارق هو نسبة اختلاط الذهب بالنحاس، فكلما زادت نسبة النحاس ظهر هذا على اللون والشكل الخارجي وأثّر على النقاء الداخلي أيضا، ورغم هذا يظل اسمه ذهبا.

قد تسألين عن العلاقة، سأقول لك: "الفتاة الخجولة المحترمة التي تعلم وتقدّر خوف أخيها وأسرتها عليها، التي تحلم بالحب النقي الذي تكمل معه حياتها، وتحرص على أن تحصل على حقها هذا بشكل صحيح لا يتنافى أو يتعارض مع تدينها وثقتها في الله وفي نفسها، ولا مع رقتها ونقائها وخجلها، فتحصل على حقها وتزيد في صفاتها الرائعة، هي بمثابة سبيكة الذهب النقية".

وكل نسبة تقل من هذه النسب تؤثر على صورة الفتاة حتى أمام نفسها فيما بعد، فما بالنا أمام الأسرة والناس، أو حتى أمام الشاب الذي تخالف ربها وأسرتها من أجله.

عزيزتي.. واضح أنك خجولة كما ذكرتِ، لكن خجلك -مع شديد الأسف- من النوع الضار وليس النافع، إنه ليس خجلا، بل هو شعور بالانكسار وعدم الثقة في النفس، مما يدفعك إلى الانزواء بعيدا وعدم محادثة ومخالطة الآخرين والتعلم من تجاربهم، والهروب من مشكلاتك وعدم محاولة إيجاد حلول لها.

هذه هي مشكلتك الأساسية أن تتلعثمي ولا تستطيعي التعبير عما بداخلك، شعورك بعدم الرضا عما أنت فيه، وعدم ثقتك في نفسك، ورغبتك في الخروج مما أنتِ فيه ، والبدء في قصة حب تحلقين فيها بعيدا لعلك تستطيعين تغيير حياتك للصورة التي تتمنينها.

لا أدري ما السبب في هذا الشعور، هل هي تربية متزمتة أم أن أسرتك ليست من النوع الذي يعطي الفتاة حقا في الحوار؟ أو ربما أسباب أخرى.

أخطأتِ عزيزتي حينما بحثتِ وبحثتِ عن الحب مرارا وتكرارا، فالحب الحقيقي الصادق لا يأتي بالبحث والتنقيب، لا يأتي مع الضعف بل بالقوة.

الحب يوأد حينما نأخذه غصبا، حينما نخاف من إظهاره، لأننا على ثقة من أنه ليس من حقنا، فلا ظروف تسمح ولا دين يشفع.. دعينا نتحدث عن هذا الشاب الذي ارتبطتِ به وتقولين إن كرامته عالية وإنه يحبك جدا، أصارحكِ بأنني لا أشعر بهذا الحب.

نعم عزيزتي، فالإنسان الذي يحب صدقا يحاول بكل وسيلة إقناع الآخرين بصدق مشاعره، يدخل البيت من بابه، فهذا هو الدين والعرف والتقاليد، هذا هو الحب الذي تحلمين به لتكملي حياتك السعيدة بإذن الله.

أما أن يرتبط بك لشهور وشهور ويوقعك في مثل هذا المأزق فلا أسميه حبا بالمرة، خصوصا مع علم أخوكِ وشتمه لك ثم ضربك، كيف تحمّل أن يكون سببا في إيذاء أخوكِ لكِ؟

الظروف، ربما لا يمتلك المال الكافي أو العمل أو أي سبب آخر لم تذكريه، كلها أسباب واهية جديرة بأن يبتعد عنك ولا يشغل تفكيرك إلا حينما يكون جديرا بك، ولو بأبسط الإمكانات.

كنت أرجو لو أنك أخبرتني أنه تقدم لأخوكِ، أو طلب مقابلته ليشرح له ظروفه، كنت سأقف بجانبه، لكن أن يترك الرجل المرأة تواجه الموقف ويقف ليتفرج من بعيد وهي تصارع من أجل الحفاظ على كرامته فهذه هي المسألة.

عزيزتي.. الحب والله قوة لا تضاهيها قوة، صدقيني لو كان عندك سبب ما تقنعين به أخوكِ نحو هذا الشاب، لو كنتِ أنتِ نفسك مقتنعة بأي سبب يربطك به غير الحب لما تلعثم لسانك ولما ارتجفت، ولكانت الكلمات والجمل خرجت من فمك بشكل تلقائي حتى ولو في جمل يجمعها أخوكِ ليفهمها.

هذا الشاب لا يحبك كما تعتقدين، وأنتِ متعلقة به لانجذابك إليه، ولأن الممنوع مرغوب، ولأنه الأمل الذي سيغير حياتك.

ماذا فعل من أجلك؟ مكالمات هاتفية، وعبارات حب دافئة، وتحديد مواعيد دخول وخروج، وتحدثي مع هذه ولا تتحدثي مع تلك، ملابسك يجب أن تكون كذا وكذا، أخاف عليكِ من كلام الناس ونظراتهم، أنتِ كأمي الحنونة، من لي غيرك؟ أحب أن أستيقظ وأغفو على صوتك، لم أشعر براحة كالتي أشعر بها معكِ.

كلام رائع ومشاعر أروع ولكن أين الله عز وجل من هذا كله؟ من هو بالنسبة إليكِ؟ وهل أنتِ متيقنة من أنه نصيبك الذي كتبه الله لكِ؟ هل أنتِ مقتنعة بأنكِ تفعلين الصواب؟

نأتي الآن لأخوكِ الذي أعتب عليه في سبه وضربه لكِ، ولكن هذه هي حال الرجل الشرقي كبرت أو صغرت سنه، ولكن اعترافك بأنه على حق جدير بأن يجعلني أقول لكِ إنه على حق، فهو لا يرتاح لهذا الشاب فهو شاب مثله، يدرك أن المحب يحافظ على محبوبته حتى من نفسه.

ذكرتِ أنه يوافق على ارتباط أختك، ابحثي عن الفروق بين ظروفكما فستجدي الإجابة المقنعة، نصيحتي لكِ أن تقتربي من الله أكثر وأكثر، تطلبي منه وليس من الناس أو من نفسك، ثقي في أنه أولى بحبك وبتنفيذ أوامره، لأنه أرحم وأحن عليكِ من نفسك، وأنك يوم أن تغضبيه في سبيل إرضاء مخلوق، فسيبدل الله هذا الحب المزعوم كراهة لا تستطيعين احتمال عواقبها.

ثقي في نفسك وفي قدراتك، واعلمي أن جمال الحياة والشعور بالراحة النفسية العميقة لا يتوقف على "حب الرجل والمرأة" بل على حب الله أولا ومن ثم حب الناس جميعا وفعل الخير.

أعلم أن الزواج سنة الحياة، لكن مهما ارتبطت ومهما فعلتِ فلن تتزوجي إلا في التوقيت الذي حدده لكِ الله، فلماذا تشغلين بالك وترهقين نفسك وتفكيرك في انتظار العريس؟!

وتدق طبول الخطر وتعزف ألحان عدم الثقة في النفس عندما تقابلين عريسا ولا يحدث قبول، متناسية أن القبول شيء لا يتعلق بجمال أو حسب أو نسب، "فالأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".

أرجو أن تتجهي لربك وتشغلي وقتك بهواية مفيدة أو تعلم لغات أو كورسات كمبيوتر، وأن تقطعي علاقتك بهذا الشاب تماما حتى يأتي بنفسه ودون طلب منكِ لمحادثة أخوكِ.. لا تستعجلي الزواج حبيبتي، وأدعو لك أن يرزقك الله الهداية وراحة البال والزوج والذرية الصالحة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق