حاسة إني رخيصة عشان صاحبت "عيل"



أنا طالبة في كلية هندسة تخصص برمجة، عندي 21 سنة، ونفسي تشاركوني في مشكلتي، أنا محتاجة ليكم جدا، أنا مشكلتي في الدنيا إني جوايا حنية رهيبة على أهلي وصحابي، حنينة جدا وطيبة لدرجة السذاجة.

أنا من عائلة مرموقة جدا كنت عايشة في الكويت وجيت عشان كليّتي، اتعرفت على شاب معدوم الإحساس، أنا عمري ما كنت أعرف إن ربنا خلق ناس كده أبدا، كلمني وقال لي إنه عايز يرتبط بيّ وصدقته وقلت لماما.

ده بيستخسر فيّ الكلمة، عمره ما قال لي حتى إني وحشته وبيعايرني إني طيبة لدرجة إني بقيت باكره نفسي، وبعدني عن صحابي وبينسى يكلمني، أنا فِضِلت سنة معاه محسسني إني رخيصة أوي وبيعاملني زي الكلبة.

أنا طول عمري أهلي رافعني وطول عمري غالية أوي، أول مرة أحس إني رخيصة، كل يوم السكة تتقفل في وشي، وأما أعيط أو أزعل يقفل في وشي، كان بيعمل حاجات مش كويسة مع زميلته وعرفت وحلف لي وأنا عارفة إنه كداب بس سامحته.

وبينسى يكلمني بالأسبوع، بينسي يطمن عليّ، وأما أسأله يقول لي باريح دماغي، معنى ده إني وجع دماغ! ومهما أتكلم، أعيط، أصرخ، مايحسش أبدا، مش بيفهمني، وآخر مرة كانت امبارح، كنت باتكلم معاه قلت له أنا عارفة إن كل حاجة بتعملها معناها إنك مش بتحبني وأنا كبرت.

قال لي يعني أما تكبري، تكبري عليّ وقفل في وشي السكة وعمل لي بلوك، حسيت إني رخيصة أوي وكرامتي وجعاني جدا وقلبي مكسور وتعبانة جدا، هو اتعود إن كل مرة يرميها وبتيجي لكن المرة دي بجد أنا مكسورة أوي وتعبانة، نفسي حد يطبطب عليّ ويوقفني على رجلي، أرجوكم ساعدوني.



الصديقة العزيزة.. أعتذر عما سأقوله مقدما، على الرغم من معرفتي جدا أن شخصية مثلك حنونة وطيبة تحتاج إلى كل كلمة طيبة يرق لها القلب وينشرح، ولكن سامحيني أنتِ هنا لستِ بضحية حتى أربت على كتفك وأقول لكِ لا تحزني فهو من أخطأ.

ولكن صديقتي أنا ممن يؤمنون بأنه "لن يمسح دموعك سوى طرف كمك"، نعم صديقتي فأنتِ فتاة من الواضح أنها تربت على الحنان والحب والعاطفة، ما الذي يجعلك تتحملين علاقة قاسية بهذا الشكل؟ وما الذي وجدتِه من هذا الشاب ولم تجديه في غيره؟ فأنا لم أجد شيئا واحدا مميزا أو صفة حسنة تحدثتِ عنها تجعلني أفكر في سبب تعلقك وتمسكك به على هذا النحو!

صديقتي.. دعيني أعيد عليكِ حديثك بطريقة أخرى فيما يتعلق بهذا الشاب، لا يتحدث معك يوميا بل ينتظر سؤالك أنتِ عنه، وكأنه يستمتع بحاجتك إليه ومعرفته أنكِ لن تبتعدي عنه مهما حدث، فأنتِ في جميع الحالات متوفرة.

عدم تعبيره عن مشاعره واهتمامه بإظهارها لمن يحب لا يدل على حبه، ليس لأنه لا يستطيع إظهارها أو يخجل من إظهارها، ولكن لأنها غير موجودة ولم تكن موجودة في الأساس، عدم احترامه لمشاعرك وغلق الهاتف بوجهك ومعاملتك على أنك شيء جامد أمامه يحركه كيفما يشاء يمينا أو شمالا لأنه ملكه يجعلني أشعر وكأنه يملك ما لا يملكه غيره.

كذبه عليكِ فيما يتعلق بتصرفاته الحمقاء مع زميلتك ويقينك بخداعه ومراوغته وسكوتك على الأمر، أمر آخر ألومك عليه، لأن هذه رسالة واضحة لأخلاقه، تفكيره أن البعد عنكِ أفضل وإراحة لتفكيره يدل على عدم شعوره بالمسئولية، وأن هناك طرفا آخر في هذه العلاقة في حاجة إلى الاهتمام والرعاية والسؤال عنه، وأخيرا اتهامه لكِ بأنكِ كبرتِ عليه بدلا من طمأنتك ومناقشتك فيما يضايقك ينم عن شيء واحد فقط، وهو أنه "عيل" صغير لم ينضج بعد.

صديقتي أخطأتِ في حق نفسك؛ توقفي عن وصف نفسك بلفظ "رخيصة" لأنكِ لستِ كذلك، وإنما فقط أنتِ أخطأت الاختيار وفي المرة القادمة ستتعلمين اختيار شخص مناسب لشخصيتك الطيبة الحنونة التي تتغذى كالوردة على الاهتمام والرعاية والتي إن تركناها ذبلت وذهب بريقها.

وأخيرا لن أملي عليك ما الذي يجب القيام به، لأنكِ على يقين أن إنهاء العلاقة الآن سيكون خيرا في كل الأحوال، وإنما أرغب في أن تسألي نفسك في بعض الأمور، وبناء على إجابتها ستعرفين حل مشكلتك، هل تشعرين بالسعادة الحقيقية مع هذا الشخص؟ هل ترين فيه الزوج الصالح الذي يُعتمد عليه ويتحمل مسئولية بيت وأسرة؟ هل تقضين معه الوقت وتشعرين أنه ليس بالوقت الضائع؟ إن عاد بكِ الزمن هل كنتِ لتوافقي على ارتباطك به؟ هل سيحارب في هذه الحياة من أجلك كما ستفعلين أنتِ؟ وأخيرا هل هذا ما تحلمين به وتتمنينه من الحياة؟

سيدتي.. اجلسي مع نفسك جلسة صادقة وقرري مصيرك بنفسك، ولكن وقبل كل شيء أريد أن أخبرك أن الله خلقنا كي نتعلم وليس لنتألم، فتدبري حالك لأن العمر أمامك ومستقبلك في يدك فلا تضعيه في يد من لا يستحق، أعتذر إن كنت قاسية عليكِ، ولكن صدقيني هذا أفضل من تعزيتك على حالك دون توفير الحقيقة، تحياتي الطيبة وتمنياتي لكِ بالحياة السعيدة وتابعيني بأخبارك.


0 التعليقات:

إرسال تعليق